استدعت وزارة الخارجية السودانية السفيرة البريطانية بالخرطوم، وقدمت لها احتجاجا رسميا شديد اللهجة على تهديدات اطلقها رئيس الوزراء غوردون براون للسودان أخيرا، بفرض عقوبات في حالة فشل مفاوضات سرت بليبيا الجارية حاليا بين الحكومة وفصائل دارفور غير الموقعة على اتفاقية ابوجا. وطالبت لندن باعتذار رسمي عن تصريحات براون.
وبعد يوم واحد من اعلان الحكومة السودانية انها تلقت اعتذاراً «إعلامياً» من دبلوماسي بريطاني في ليبيا حيث يوجد وفد سوداني رفيع المستوى يشارك في مفاوضات سرت، مشيرا الى ان بيان السفارة البريطانية في الخرطوم والذي صدر اول من امس واحتوى على تصريحات براون نقل بصورة خاطئة. وقالت الخرطوم ان تصريحات براون حملت التهديد.
وابلغ علي كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية السفيرة البريطانية احتجاج بلاده على تصريحات براون، وقال كرتي للصحافيين «نقلت لها احتجاجا علي التصريحات التي جاءت في وقت اعلنت فيه الحكومة استعدادها عدة مرات للدخول في المفاوضات في اي مكان وزمان يحدده الوسطاء من غير شروط ورغم علم رئيس الوزراء البريطاني بان الحركات هي التي ترفض الحضور، وبتحريض من جهات اجنبية، وصلنا التهديد الواضح الذي نقلته وسائل الاعلام المختلفة». وذكر كرتي: «لقد استدعينا السفيرة للاحتجاج على هذا الاسلوب واللغة والتصريح الذي يخرج الامور من نطاقها».
واكد كرتي ان السفيرة البريطانية قدمت تبريرات بان النص الحقيقي لتصريحات براون هو غير النص الذي نشرته وكالات الانباء ووسائل الاعلام، إذ ليس فيه تهديد». واضاف «اكدنا لها بان التهديد صدر بصورة مباشرة وكانت الكلمات التي خرجت من فمه غير مكتوبة في التصريح الذي اتت به السفيرة.. وأوضحنا لها ان الحكومة ترفض هذه التبريرات رغم انها ادَّعت بان المسألة يمكن تجاوزها بالحديث مع الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ورئيس وفد الحكومة الى سرت واطراف اخرى، ولكننا اكدنا لها موقف الحكومة الرافض لهذه التصريحات». من ناحية أخرى، يتوقع ان يعودَ النائب الاول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت الخرطوم اليوم، لمواصلة الاجتماعات مع الرئيس البشير بشأن الأزمة بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول تنفيذ اتفاق السلام بينهما، وسط تضارب في التصريحات حول امكانية التوصل الى حلول للقضايا العالقة محل الازمة الاخيرة.
ونسب الى مركز اخباري موالٍ لحزب المؤتمر الوطني ان اللجان السياسية المشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية انخرطت في اجتماعات مكثفة لحل ازمة تجميد وزراء الحركة في حكومة الوحدة الوطنية. وتوقع ان تشهد 48 ساعة القادمة قرارات حاسمة تعيد الامور الى نصابها، لكن وزير رئاسة حكومة الجنوب لوكا بيونق، نفى علمه بكل ذلك، واعلن أن عودة سلفاكير الي الخرطوم اليوم او غدا. ونقل المركز عن وزير الحكم الاتحادي عبد الباسط سبدرات قوله «ان السلام والحوار يمثلان خيارا استراتيجيا ومنهجا اساسيا للحكومة»، متوقعا ان تشهد الساعات الـ48 القادمة انفراجا في الازمة، مبينا ان الحكومة تسعى لرتق اي فتق، وقال القيادي في المؤتمر الوطني، الدكتور ازهري التيجاني، بوجود بوادر لانفراج للأزمة وذلك من خلال اللجان السياسية المشتركة التي تواصل عملها، متمنيا ان ينتقل العملُ من اللجان الى مؤسسات الاتفاقية الحقيقية. ودعا التيجاني الحركة الشعبية للعدول عن قرارها لضمان استمرار عمل الاتفاق باعتبار ان تجميد عمل الوزراء هو تجميد لاتفاق السلام. غير ان وزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق نفى في تصريحات استئناف اجتماعات اللجان المشتركة لإنهاء ازمة الشريكين، وقال: «لا يُعلم كيف بدأت تلك اللجان عملها. ولفت الى ان التوجيهات باجتماعات اللجان تصدرعن الرئيس البشير ونائبه الاول سلفاكير. وبشأن توقعات سبدرات بمعاودة وزراء الحركة لنشاطهم خلال 48 ساعة، قال لوكا انه لا يعلم عنها شيئا، معتبرا اياها ضرباً من الأمنيات. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح أمس بحضور الفريق بحري لانس كار، وعدد من قادة الوحدات المشاركة أن الجديد الذي تشهده مناورات «النجم الساطع 2007» هو اشتراك كل من اليمن وتركيا بقوات أرضية في التدريبات لأول مرة إلى جانب تنفيذ التدريبات على أعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية وتنفيذ الإسقاط الجوي الاستراتيجي بعيد المدى يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بعناصر مدمجة أميركية ومصرية (بمصر) بعد تحميلها في الولايات المتحدة.
وفى رده على سؤال حول «النقص النسبي» لعدد القوات المشاركة في التدريبات هذا العام مقارنة بسابقاتها، قال كبير المخططين: إن «تحديد عدد القوات المشاركة يتم بعد الاتفاق على الأهداف التدريبية التي يتم صياغتها»، مشيراً إلى أنه بالنسبة لعدم وجود تدريب على الإنزال البحري في تدريبات هذا العام فإن التركيز هذه المرة تم على تدريب الضباط وأركان القادة.
وقال إن تدريبات «النجم الساطع» بدأ التخطيط لها اعتبارا من فبراير (شباط) من العام الماضي بحضور مخططين من 13 دولة، ومن ضمن أهدافها أيضاً تبادل الخبرات البحرية وتكتيكات في البحر ومهام البحث والإنقاذ وأعمال الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والتدريب على أعمال القتال الجوى بين الطائرات الحديثة وأنظمة التسليح الحديثة وتحقيق أمن وسلامة الطيران ورفع كفاءة القادة والتنسيق وتبادل المعلومات وتبادل الخبرات في مجال القيادة والسيطرة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في جمع وتقديم المعلومات.
ومن جانبه أوضح العقيد بحري لاس كار، من القيادة المركزية الأميركية، أن التدريبات في إطار «أننا نعمل دائما على تنمية قدراتنا على التعاون العسكري والتي من شأنها دعم الأمن الإقليمي»، موضحا أن بلاده تعمل على تقوية الروابط وتطوير علاقات التعاون بينها وبين الدول المشاركة، مما يسهل من القدرة على التخطيط لعمليات عسكرية مشتركة وتحقيق أكبر قدر من الاستقرا