قال مسؤول في بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام في اقليم دارفور اليوم السبت ان السودان وافق على أن يمنح البعثة حرية الحركة والاتصالات مزيلا حواجز أساسية كانت تعرقل نشر القوة المؤلفة من 26 ألف جندي.
وقال المدير السياسي للبعثة المشتركة رودولف أدادا بعد أن وقع معاهدة مع وزير الخارجية السوداني دينج ألور تحدد قواعد عمل البعثة «هذه خطوة مهمة جدا في طريق بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة.»
وأمضى الجانبان أسابيع كثيرة في التفاوض بشأن المسودة النهائية لاتفاق وضع القوات ولم يتوصلا لاتفاق إلا بعد تدخل الامين العام للامم المتحدة بان جي مون.
وستحاول القوة احلال السلام في الاقليم الواقع بغرب السودان حيث يقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص لاقوا حتفهم في حين أجبر 2.5 مليون على النزوح عن ديارهم في القتال الذي استعر منذ أوائل عام 2003 عندما حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح متهمين الحكومة بالاهمال.
وتقول الخرطوم ان نحو تسعة الاف شخص لاقوا حتفهم وتتهم الغرب بالمبالغة في تصوير حجم الصراع والخسائر.
وقال جان ماري جيهينو رئيس عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام ان الشروط التي حددها السودان في باديء الامر والتي شملت تعطيل اتصالات القوة خلال العمليات الامنية كانت تهدد مقومات بقاء البعثة.
وجاء في نص الاتفاق الذي حصلت عليه رويترز يوم السبت «بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام ستتمتع…بحق الاتصال بلا قيود عبر الموجات اللاسلكية…والهاتف… والبريد الالكتروني والفاكسميلي وأي وسائل أخرى.»
ولم ينتشر في الاقليم حتى الان سوى تسعة الاف من 26 ألف جندي في الاقليم. وتعهدت اثيوبيا بتقديم خمس من 24 طائرة هليكوبتر للنقل والهجوم تحتاجها البعثة. لكن دولا أخرى أبدت ترددها ازاء توفير العتاد.
وقال سفير السودان لدى الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم خلال مراسم التوقيع ان لن يكون هناك قيود على القوة في دارفور مشيرا الى أن الوثيقة حلت جميع الخلافات.
وجاء في نص الوثيقة «بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام…ستتمتع بحرية حركة كاملة وغير مقيدة على الفور في دارفور.»
وكان السودان قد أصر في على حظر الرحلات الجوية الليلية للبعثة. وكانت قوة الاتحاد الافريقي في دارفور التي سلمت المهمة للقوة المشتركة تخضع لحظر في بلدة الفاشر أكبر بلدات دارفور وحيث يوجد مقر القوة.
ولاتزال هناك شكوك بشأن تشكيل القوة. وسبق أن قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير انه لن يقبل بجنود غير أفارقة. وسحبت وحدات هندسة سكندنافية تعهدها بالمساهمة في المهمة بعد أن رفضت الخرطوم قبولها في حين يجري دراسة ارسال قوات تايلاندية ونيبالية.
وبدا أن ألور تراجع عن موقفه يوم السبت عندما قال ان السودان سيوافق على وجود جنود غير أفارقة في البعثة وهي أكبر عملية حفظ سلام تمولها الامم المتحدة.
وقال للصحفيين ان السودان بدأ بنشر القوات الافريقية وملتزم بنشر قوات غير أفريقيا مع استمرار المشاورات مع البعثة مضيفا أن هذا لا يستبعد القوات من خارج القارة