وقعت في الخرطوم امس 5 فصائل مؤيدة لاتفاق السلام مع الحكومة المعروف بـ «اتفاق ابوجا» على ميثاق تحالف بينها، والفصائل هي: «حركة تحرير السودان – جناح السلام برئاسة إبراهيم مادبو، حركة تحرير السودان الإرادة والحركة برئاسة عبد الرحمن موسى، حركة تحرير السودان الأم برئاسة أبو القاسم إمام، حركة العدل والمساواة جناح السلام برئاسة عبد الرحيم أبو ريشة، حركة القوة الشعبية للديمقراطية برئاسة هشام نورين».
وقال علي حامد المتحدث باسم الحركات الموقعة على اتفاق سلام دارفور ان هذا التحالف «يمثل الطريق لوحدة الحركات لدرء التشرذم والتشتت الذي أصاب دارفور، ونحن كحركات وقعنا على السلام وجزء من آلية السلام لذلك رأينا إن الوحدة خيار جاذب وبالوحدة يتحقق الأمن والاستقرار والتنمية ولا تنمية بلا أمن واستقرار»، فيما قال هشام نورين رئيس حركة القوة الشعبية للحقوق الديمقراطية إن هذا المنبر يؤدي إلى توحد الحركات حرصاً على وحدة البلاد وإحلال السلام بدارفور، مؤكداً للشعب السوداني جديتهم وحرصهم على تحقيق سلام دارفور وإعادة السلام.
وفي نفس الوقت، استدعت الخارجية السودانية أمس القائم بالأعمال الليبي بالخرطوم وأبلغته أن ما تناقلته صحف محلية بضلوع ليبيا في دعم حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور في هجومها على مدينة أم درمان في العاشر من مايو (أيار) الماضي لا يعبر عن موقف الحكومة الرسمي، فيما كشفت الحكومة السودانية ان «بعض الدول تجاوبت مع طلب لها بتسليمها قيادات تتبع لحركة العدل والمساواة تقيم في تلك الدول»، ونوهت إلى أن بعضها «قامت بإغلاق مكاتب الحركة في أراضيها». وقال علي الصادق الناطق الرسمي باسم الخارجية في تصريح صحافي إن الحكومة لديها آلياتها وقنواتها الدبلوماسية لنقل مواقفها للدول. وأكد الصادق أن السودان لا يتهم الجماهيرية الليبية في التورط بما أقدمت عليه حركة العدل والمساواة، واضاف أن السودان يثمن الجهود الليبية لحل قضية دارفور وقضايا المنطقة، وعبر الناطق السوداني عن أمله في استمرار الدور الليبي لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة. من جهته، أعلن القائم بالأعمال الليبي سالم محمد الاسطة عقب لقائه بمدير الإدارة العربية بالخارجية عمر حيدر أن ليبيا راعية للسلام في دارفور ولا يمكن أن تقوم بمثل هذا الدور، وقال إن الجماهيرية ستستمر في مساعيها لنزع فتيل التوتر في المنطقة، وأضاف أن علاقات البلدين لا يمكن أن تتأثر بالإشاعات التي تروج لها بعض الصحف أو دسائس من قوة خارجية. وكانت تقارير نشرت في الخرطوم اشارت صراحة إلى ضلوع ليبيا في دعم الهجوم، وذكرت ان قياديين في الحكومة الليبية بينهم اقارب الزعيم الليبي القذافي اشرفوا على شراء عدد ما بين 300 الى 350 سيارة من طراز اللاندكروزر، منها 127 شاركت في الهجوم والباقي وصل الى العاصمة التشادية انجامينا من ليبيا عبر البر، وأخرى عبر الجو من مدينة دبي عن طريق الخرطوم بواسطة شركات شحن جوي سودانية. وحسب التقارير فان بعض عناصر العدل والمساواة المقبوض عليهم في الخرطوم سجلوا اعترافات بالدور الليبي في الهجوم.
من ناحيته، كشف عبد الباسط سبدرات وزير العدل السوداني ان حكومته اتخذت إجراءات لإعادة 20 من قادة العدل والمساواة عبر الشرطة الدولية (الانتربول)، على رأسهم زعيم الحركة خليل إبراهيم، ومسؤولون آخرون بينهم: احمد نقد، واحمد حسين، وسليمان صندل.
وقال سبدرات ان بعض الدول تجاوبت مع هذه الخطوة وقامت باغلاق مكاتب الحركة. وكشف سبدرات عن وجود 83 مستند تحمل اسماء المتورطين في الاحداث وخلاياهم النائمة، ستقدم الأسبوع المقبل للمحاكم الخاصة التي شكلت للمتهمين وستبدأ الأسبوع المقبل، وأشار الى ان الاتهام في القضية تسلم اكثر من57 متهما من جملة 197 متهما، وتم التحري مع 181 منهم، وسيقدمون إلى 3 محاكم من جملة خمس محاكم حيث تقوم كل محكمة بمحاكمة عدد منهم، وقال ان جهاز الامن والمخابرات الوطني قد وضع يده على بعض من الخلايا النائمة.
من ناحية اخرى، اعلن بشير طه محمد طه وكيل وزارة الثروة الحيوانية في تصريحات صحافية أن وزارته تلقت اخطاراً رسمياً من السعودية قضى برفع الحظر عن الدفعه الأولى من الأغنام السودانية المصدرة للسعودية، وهذا الاخطار من شانه ان يفتح الباب امام تصدير الثروة الحيوانية السودانية الى عدد من الدول بعد حظر استمر أكثر من 9 اشهر، بسبب جدل حول اصابة البلاد بمرض الحمى النزوفية من عدمها. وقال المسؤول في وزارة الثروة الحيوانية السودانية إن هذا القرار يعتبر بمثابة بداية لمعاودة صادر الضان للمملكة المتوقف منذ موسم الهدى الماضي، وأضاف أن حصول السودان على شهادة الخلو من مرض الطاعون البقري فتحت آفاق تجارة الأبقار أمام السوق السعودي حية ومذبوحة، واوضح ان القرار يجب أن يستفيد منه المنتجون وأن لا يكون مدعاة للمضاربة بين الوسطاء لرفع أسعار صادر الماشية. ويذكر ان السودان قدر خسائره من خلال حظر تصدير الماشية بنحو 300 مليون دولار.
من جهته، أعلن الجيش السوداني عن مقتل 14 من جنوده في معركة مع حركة تحرير السودان في دارفور. وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان الاغبش في تصريحات أمس إن 14 من قوات الجيش قتلوا اثناء قيام الجيش بالتصدي لكمين نصبته لها الحركة المسلحة في منطقة ام كدادة