اليمن: افتحوا-الطريق: حملة حقوقية ممتدة تدافع عن حقوق المدنيين واحتياجاتهم الأساسية

In البرنامج الدولي لحماية حقوق الإنسان, دول عربية by CIHRS

في 17 يناير 2024، أعلنت 7 منظمات يمنية تشكيل الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان، بالشراكة مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. وأقرت المنظمات تطوير حملات المناصرة المحلية المشتركة المعنية بتحسين أوضاع حقوق الإنسان هدفًا رئيسيًا للائتلاف، وحماية المدنيين كأولوية في جميع أنشطته وفعالياته. وفي هذا السياق أطلق الائتلاف اليوم 29 يناير، حملته الرئيسية لهذا العام #افتحوا_الطريق، والتي تسلط الضوء، عبر فعاليات وأدوات وأنشطة متنوعة، على تعديات وتجاوزات جميع الأطراف المتحاربة المستمرة على حقوق المدنيين، وقطع الطريق أمام احتياجاتهم الأساسية، سواء احتياجاتهم الحيوية كالماء والغذاء والدواء عبر الإغلاق المادي للطرق، أو احتياجاتهم الإنسانية للأمن والاستقرار والتمتع بالحريات الأساسية من خلال فرض السيطرة والبطش. ومن ثم، يتبنى الائتلاف في حملاته الدعوية والإعلامية على مدار العام مطلب أساسي هو (افتحوا_الطريق) ليس فقط لنقل المساعدات الإنسانية الملحة والبضائع الحيوية والمياه، ولكن الطريق أيضًا إلى الأمن والاستقرار وضمان حريات وحقوق المدنيين.

تقول ياسمين الصالح، منسق الائتلاف: «حملة #افتحوا_الطريق ستبدأ فعالياتها بتسليط الضوء على طريق حيوي ومحوري هو (طريق مأرب- صنعاء)، الذي يربط بين العاصمة صنعاء، ومركز الثروة النفطية والغازية (مأرب). ويشكل شريان حياة وممرًا استراتيجيًا للتجارة والتنقل. إذ يعد هذا الطريق مسرحًا للنزاع المستمر بين جماعة أنصار الله (الحوثي) وبين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا المسيطرة على مأرب. وهو النزاع الذي يدفع المدنيون ثمنه يوميًا من أرواحهم وحرياتهم».

منذ بداية الحرب قبل قرابة عقد كامل، شهد طريق (مأرب-صنعاء) العديد من المعارك والاشتباكات والقصف والتدمير، مما أدى لإغلاقه أو تعطيله أو تحويل مرتاديه لطرق بديلة غير آمنة. وبعد سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف في 2015، تحول الطريق لخط مواجهة بين قوات الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. هذا الوضع أثر سلبًا على حياة المدنيين وتسبب في زيادة معاناتهم في ظل أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة وخطر مجاعة، فضلًا عن الحيلولة دون وصول المدنيين وخاصة النساء إلى المستشفيات والمرافق الطبية، وتعطيل حركة النقل للسلع والبضائع والمساعدات الإنسانية، مما أضر أكثر بالاقتصاد المتدهور، وتسبب في رفع تكاليف السلع الشحيحة جراء الحرب.

يدفع غلق الطرق بالمسافرين والتجار والمنظمات الإنسانية لاستخدام طرق بديلة، غير ممهدة، وغير آمنة (مثل طريق صحراء الجوف ومأرب) تمر بمناطق قاحلة وتقع بعضها تحت سيطرة قبائل مسلحة وقطاع طرق. وعادة ما تشهد هذه الطرق البديلة هجمات واشتباكات متكررة بين الأطراف المتحاربة، ويتم استخدامها كطريقة لحصار المدنيين وتجويعهم أو حرمانهم من المياه، أو الزج بها كموضوع للتفاوض بين الأطراف المتصارعة. فضلًا عن ابتزاز المجموعات المسلحة المسيطرة على هذه الطرق للعابرين فيها، وعمليات السرقة والخطف وطلبات الفدية والقتل، مما يهدد حياة المدنيين وأمنهم، ويضاعف من تكلفة وزمن المرور بهذه الطرق الطويلة. ناهيك عن استحالة استخدام هذه الطرق في نقل المرضى والمصابين وكبار السن والأطفال، ومن ثم حرمانهم من الرعاية الصحية الملحة والخدمات التعليمية والطبية.

حملة #افتحوا_الطريق، التي يتطلع الائتلاف لمواصلة فعاليتها الإعلامية والدعوية على مدار العام، على المستويين المحلي والدولي، تتبنى مطلبًا أساسيًا بفتح كافة الطرق المغلقة بين مدن ومحافظات اليمن، بما في ذلك طريق مآرب صنعاء، والطريق لمحافظة تعز، وغيرهم؛ وذلك من أجل تخفيف معاناة ملايين المدنيين، خاصة النساء والأطفال، وضمان حرياتهم في التنقل وتلقي المساعدات الإنسانية والواجبة والرعاية الصحية الملائمة، وحماية حقهم في الحياة والأمن والسلامة الجسدية والنفسية، وضمان رفع حصار الحرب عنهم ووصولهم للسلع الحيوية والغذاء والماء والوقود والدواء بآمن وسهولة.

Share this Post