يعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 53 مدنيًا إثر الغارات الجوية الأمريكية على اليمن، والتي تم شنها بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 15 مارس الجاري. كما يستنكر المركز الهجمات غير القانونية التي شنتها جماعة أنصار الله الحوثي(الحوثيين) على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، ويؤكد أن موجة العنف هذه لن تنتهي إلا من خلال عملية سلام شاملة تضم جميع أطراف الصراع.
لم يؤد العمل العسكري – سواء من قبل القوات الدولية أو الجماعات المسلحة – إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وإطالة أمد معاناة الملايين في اليمن. لذا ندعو الأمم المتحدة إلى تكثيف الجهود للتوسط في محادثات سلام تجمع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومة اليمنية والحوثيين والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية.
في 15 مارس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن «هجوم عسكري قوي» ضد الحوثيين في اليمن. أصابت الغارات الجوية المتواصلة على مدى 3 أيام عدة مدن يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين؛ صنعاء وصعدة والجوف والحديدة. وطبقا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، تسببت هذه الغارات في مقتل ما لا يقل عن 53 شخصًا، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، وإصابة 98 آخرين، بينهم 18 طفلاً وامرأة. جاءت هذه الضربات بعد أشهر من إعادة الرئيس الأمريكي تصنيف جماعة أنصار الله الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، وذلك ردًا على هجماتهم على السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأمريكية.
تقول آمنة القلالي مديرة البحوث بمركز القاهرة: «يدفع المدنيون اليمنيون الثمن الأكبر للتصعيد العسكري. أننا نحث جميع الأطراف على إنهاء دورة العنف هذه ومنع مزيد من الانزلاق لحرب واسعة النطاق، عواقبها مدمرة ولا يمكن التنبؤ بها».
يُظهر مقطع فيديو لقناة «المسيرة» التابعة للحوثيين مبنى سكنيًا أصيب بالغارات الجوية وتدمر بالكامل، وبحسب سكان المنطقة أسفر الهجوم عليه عن مقتل وجرح 20 فردًا من عائلة الرقة في صعدة. كما تٌظهر اللقطات المصورة أطفالاً يتلقوا العلاج في مستشفى صعدة جراء حروق وإصابات أخرى. أن الدول ملزمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بحماية أرواح المدنيين والبنية التحتية المدنية.
للولايات المتحدة تاريخ يمتد لعقود في استهداف اليمن بالضربات الجوية، كان آخرها في يناير 2024 عندما تحالفت مع المملكة المتحدة ونفذت غارات جوية ردًا على هجمات للحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ اعتبروها ردًا على الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي وقت لاحق من يوليو 2024، شنت إسرائيل غارات جوية على ميناء الحديدة ردًا على غارة الحوثيين بطائرة بدون طيار على تل أبيب في 19 يوليو 2024.
لقد أسفرت الهجمات الأمريكية عن سقوط ضحايا بين صفوف المدنيين، كما أثرت بشكل كبير على حياة ملايين اليمنيين الممتدة معاناتهم لأكثر من عقد بسبب النزاع، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تصل بشكل أساسي عبر ميناء الحديدة.
Share this Post