وسط تنامي الاعتراف الدولي بارتكاب إسرائيل لجريمة الفصل العنصري، أرسلت 21 منظمة حقوقية إقليمية وفلسطينية وإفريقية خطابًا إلى البعثات الأفريقية على هامش الجلسة الـ48 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وأعربت المنظمات في الخطاب عن قلقها العميق بشأن اعتماد إسرائيل كدولة مراقبة لدى الاتحاد الأفريقي، داعيةً الدول الأفريقية للاعتراف بواقع الفصل العنصري الإسرائيلي، ومواصلة قيادة الكفاح ضد التمييز العنصري المؤسسي باتخاذ تدابير فعالة للتصدي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
على الاتحاد الإفريقي رفض اعتماد إسرائيل كدولة مراقبة وإدانة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي
صاحب السعادة،
تعرب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه عن قلقها البالغ إزاء اعتماد إسرائيل مؤخرًا كدولة مراقبة في الاتحاد الأفريقي. وتشير في الوقت ذاته، للدور التاريخي والمؤثر الذي مارسته قيادة المجموعة الأفريقية في طليعة الكفاح ضد العنصرية المؤسسية بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؛ إذ مكّنت هذه القيادة من اعتماد قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 47/21، والذي يقضي بتشكيل آلية خبراء دولية مستقلة للتصدي للعنصرية المنهجية وتعزيز العدالة العرقية والمساواة للمواطنين الأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي. ونظرًا لتاريخ النضال ضد الاستعمار في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وكذلك ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وناميبيا، والموقف المبدئي الراسخ للاتحاد الأفريقي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ يتعين على الاتحاد الأفريقي مواصلة ريادته في الوقوف ضد الهيمنة العنصرية المؤسسية والقمع، وعدم مكافأة إسرائيل، دولة الفصل العنصري، بمنحها مكانة مميزة.
فعلى مدى عقود، رسخت إسرائيل قمعها المؤسسي للشعب الفلسطيني، عبر الاحتلال المطول والضم غير القانوني للأراضي الفلسطينية، والنقل غير القانوني للشعب الفلسطيني ومحاولات تقسيمه. كما أثبتت فشلها في احترام وحماية وإعمال الحقوق الأساسية للفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، فضلًا عن حرمان لللاجئين والمنفيين في الخارج من حقهم الأصيل في العودة.
وبعد مرور أكثر من عقد على مساعي المجتمع المدني الفلسطيني والإقليمي والدولي لمواجهة الفصل العنصري الإسرائيلي، تنامى الاعتراف الدولي بأن إسرائيل قد أسست ولا تزال تحافظ على نظام فصل عنصري بحق كامل الشعب الفلسطيني. ويشمل هذا الاعتراف الدولي هيئات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة للأمم المتحدة والدول الأعضاء.
ففي 12 ديسمبر 2019، أقرت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري باستمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك المادة 3 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والتي تتعلق بالتمييز والفصل العنصريين، إذ تؤثر بشكل غير متناسب على الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر.[1] وفي 16 يونيو 2020، في خطوة غير مسبوقة، حذر 47 من أصحاب الولايات من الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة من أن خطط إسرائيل لضم الضفة الغربية «ستكون بلورة لواقع ظالم بالفعل: شعبان يعيشان على الأرض نفسها، وتحكمهما الدولة نفسها، ولكن مع حقوق غير متساوية على الإطلاق. وهذا هو جوهر الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين».[2]
ومنذ الجلسة الـ43 لمجلس حقوق الإنسان، ناقشت 9 دول على الأقل الفصل العنصري الإسرائيلي خلال المداولات في المجلس، ومن بينها فلسطين وجنوب إفريقيا وناميبيا وتونس وإيران ولبنان وماليزيا وباكستان وقطر. وعلاوة على ذلك، تناولت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة عضوا منها 28 دولة أفريقية، الفصل العنصري الإسرائيلي في بياناتها أمام المجلس.
ومؤخرًا، أقر مجلس حقوق الإنسان بضرورة معالجة الأسباب الجذرية للوضع في فلسطين عن طريق تمرير قرار تاريخي بتشكيل لجنة دائمة مكلفة بالتحقيق في «جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان التي سبقت ومن 13 أبريل 2021، وجميع الأسباب الجذرية الكامنة وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد النزاع، بما في ذلك التمييز والقمع المنهجي على أساس الهوية القومية أو الإثنية أو العرقية أو الدينية».
وفي ضوء الاعتراف الدولي المتزايد بهذه الجريمة من جهة، ومواصلة إسرائيل ترسيخ الفصل العنصري من جهة أخرى، تدعوكم المنظمات الموقعة إلى:
- الاعتراض على اعتماد القرار الخاص لمنح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، والضغط من أجل رفضه دون تصويت.
- دعم عمل لجنة التحقيق المشكلة حديثًا تزامنًا مع بدء تحقيقاتها في الانتهاكات على جانبي الخط الأخضر والأسباب الجذرية للوضع في فلسطين، بما في ذلك التمييز العنصري والقمع المنهجي.
- إدانة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، بما في ذلك من خلال البيانات الموجهة لمجلس حقوق الإنسان والهيئات الأممية الأخرى.
- التقيد بالتزامات الاتحاد الإفريقي، بموجب الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها، وتصديق دوله الأعضاء على هذه الاتفاقية إذا لم تكن قد فعلت ذلك؛
- دعم إعادة تشكيل لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري، لمحاولة التصدي لجريمة الفصل العنصري التي ترتكبها إسرائيل.
المنظمات الموقعة:
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ، فلسطين
- مؤسسة الحق/ فلسطين
- مركز الميزان لحقوق الإنسان، فلسطين
- مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، فلسطين
- الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس
- شبكة حقوق الأرض والسكن – التحالف الدولي للموئل
- مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية شمس، فلسطين
- الخدمة الدولية لحقوق الإنسان
- لجنة حقوق الإنسان الكينية
- شبكة تضامن كينيا وفلسطين
- المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فلسطين
- مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية
- تحالف التضامن الفلسطيني – جنوب إفريقيا
- حملة التضامن مع فلسطين – جنوب افريقيا
- يهود جنوب إفريقيا من أجل فلسطين حرة
- مركز العمل المجتمعي – جامعة القدس، فلسطين
- المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي و الديمقراطية، مفتاح، فلسطين
- مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ، فلسطين
- شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان في غرب إفريقيا (ROADDH / WAHRDN) – توغو
- South African BDS Coalition
[1] الحق، «منظمات حقوق الإنسان ترحب بالملاحظات الختامية للجنة القضاء على التمييز العنصري بشأن الفصل العنصري (الأبارتهايد) على جانبي الخط الأخضر» 21 ديسمبر 2019: https://www.alhaq.org/ar/advocacy/16324.html
[2] مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، «خبراء الأمم المتحدة يطالبون المجتمع الدولي بمساءلة إسرائيل عن ضمّها أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية لانتهاكها القانون الدولي»، 16 يونيو 2020: https://www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=25960&LangID=A
Share this Post