علنت الحكومة السودانية ان قواتها دحرت هجوما قام به متمردون على العاصمة الخرطوم، وقد تم فرض حظر تجول في المدينة.
وقال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني إنه تم إحباط هجوم المتمردين على أم درمان وهو الأمر الذي نفته جماعة «حركة العدل والمساواة» المتمردة التي شنت الهجوم.
واضاف صلاح الدين ان هناك مؤشرات على أن مجموعة أخرى من المتمردين ربما تكون في طريقها حاليا قادمة من تشاد التي اتهمها بمساعدة المتمردين.
ومن جانبها، قالت الحكومة التشادية إن هذا الاتهام ليس له اساس من الصحة، واتهمت السلطات السودانية بتسليح المتمردين التشاديين.
وفي غضون ذلك، قال مندور المهدي العضو البارز في الحزب الحاكم في السودان إن هذا الهجوم مجرد عملية دعائية.
وقد نفى متحدث باسم المتمردين تعرض القوات المهاجمة لخسائر كبيرة، وقال إن بعض القوات تتخذ مراكز في الخرطوم في حين يتواجد البعض الآخر في أم درمان.
ونسب مراسل بي بي سي في السودان، محمد الطيب، إلى بيان صادر عن الحكومة السودانية القول إن الحكومة «قتلت محمد صالح جربو، قائد عملية التمرد في الخرطوم، ومحمد نور الدين، قائد استخباراته، واعتقلت تسعة آخرين من المتمردين.»
وقال البيان إن «السلطات السودانية تقوم بإحصاء عدد القتلى الذين سقطوا من جراء العملية، بينما تتابع إحكام سيطرتها على الأوضاع في العاصمة الخرطوم واستيلاءها على عربات المتمردين «الذين لاذ عدد منهم بالفرار.»
جاء ذلك بُعيد إعلان «حركة العدل والمساواة» المتمردة إن مقاتليها قد سيطروا على ضاحية أم درمان ودخلوا العاصمة السودانية الخرطوم.
وقد تم فرض حظر التجول في الخرطوم من الساعة الخامسة مساء وحتى السادسة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، كما تم إغلاق الطرق والجسور على نهر النيل.
ويقول مراسل بي بي سي إن الأجواء في المدينة متوترة.
وقد أعلن متحدث عسكري ان المتمردين عبروا إلى داخل السودان من قاعدة في تشاد حيث تحركوا عبر دارفور باتجاه الخرطوم.
ومن جانبها، أعربت الادارة الأمريكية عن قلقها العميق إزاء هذا القتال. ودعا متحدث باسم البيت الأبيض كافة الأطراف إلى وقف القتال والعودة إلى الهدوء والنظام». محاولة للسيطرة
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن أحد قادة الحركة، عبدالعزيز النور عشر، قوله: «نحن نحاول السيطرة على الخرطوم، وان شاء الله سنستولي على السلطة في البلاد. انها مسألة وقت فقط، فنحن نتمتع بدعم من داخل الخرطوم وحتى من صفوف القوات المسلحة.»
غير أن متحدثا رئاسيا قال في وقت لاحق لبي بي سي إنه تمت هزيمة المتمردين وان الموقف تحت السيطرة.
وكان مراسلنا في العاصمة السودانية قد قال إن اشتباكات اندلعت بين القوات المسلحة الحكومية ورتل من المسلحين على بعد خمسة وعشرين كيلومترا غربي الخرطوم.
ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم إنهم شاهدوا طائرات الهليكوبتر والآليات العسكرية وهي تتوجه إلى المنطقة التي شهدت الصدامات.
وقال احد شهود العيان في الخرطوم إنه شاهد طائرة هليكوبتر مقاتلة وعشر شاحنات عسكرية مسلحة تتوجه الى ام درمان.
وافادت المعلومات بأن المتمردين تقدموا في رتل مكون من 130 عربة عسكرية.
وتأتي هذه الاحداث في اعقاب معارك طاحنة بين قوات الجيش السوداني ومتمردي دارفور في محافظة شمال كوردوفان المجاورة للخرطوم يومي الجمعة والسبت.
ويقول الخبراء إن تشاد والسودان يخوضان حربا بالانابة يستخدم فيها كل طرف المتمردين على الطرف الآخر لتحقيق أهدافه العسكرية.