قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط «إن مصر تلقت دعوة للمشاركة في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى الذي دعت فرنسا لعقده يوم 25 يونيو الجاري بباريس للتشاور حول الأوضاع الانسانية في إقليم دارفور ومستقبل العملية السياسية هناك، مؤكدا «استعداد مصر للمشاركة في ذلك المؤتمر وطرح رؤيتها وتقييمها للوضع في دارفور، وكيفية الخروج من الأزمة هناك»، فيما اعتبر السفير عبد المنعم مبروك سفير السودان في القاهرة التحرك الفرنسي الأخير تجاه دارفور «تشتيت للجهود القائمة»، وقال «إن فرنسا أعلنت فكرة هذا المؤتمر بدون تشاور مع السودان وبدون أجندة أو جدول أعمال واضحة، ولذلك رفضه السودان».
وجدد أحمد أبو الغيط في تصريحات صحافية أمس موقف مصر الداعي إلى التركيز على العملية السلمية ودعم الجهود السياسية لحل الأزمة وتجنب التصعيد غير المبرر باعتبار ذلك هو الضمان الوحيد لنجاح أي جهد لاستعادة الاستقرار وتعزيز جهود حفظ السلام في اقليم دارفور.
ومن ناحية أخرى رحب أبو الغيط بالموافقة السودانية على نشر البعثة المهجنة من الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، وقال معلقا «باتخاذ تلك الخطوة يكون السودان قد استكمل التزامه بالخطة الثلاثية المراحل التي تم الاتفاق عليها في أديس أبابا في نوفمبر الماضي لتعزيز جهود حفظ السلام في اقليم دارفور، وتتبقى مسؤولية المجتمع الدولي في استكمال الجهود الخاصة بالتسوية السياسية لضمان التوصل الى اتفاق شامل يضمن نجاح عمليات حفظ السلام».
وتابع أبو الغيط قائلا: «بموافقة الحكومة السودانية غير المشروطة على نشر البعثة المهجنة يصبح الحديث عن موضوع العقوبات غير ذي جدوى» وتزداد مسؤولية المجتمع الدولي يوما بعد يوم في دعم العملية السياسية والتحرك وفق خطة محكمة تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لضمان انضمام الأطراف غير الموقعة على اتفاق أبوجا الى اتفاق شلام شامل تلتزم به جميع الأطراف.
وجدد وزير الخارجية المصري الدعوة لمشاركة الأطراف الاقليمية الفاعلة وعلى رأسها دول كمصر وليبيا وتشاد وإريتريا في متابعة العملية السياسية القائمة واستثمار اتصالاتها بجميع الأطراف داخل اقليم دارفور وخارجه لضمان التوصل الى اتفاق سلام شامل في دارفور في أقرب وقت ممكن.
وفي هذا السياق رحب أبو الغيط بالجهد الذي تقوم به الحركة الشعبية لتحرير السودان لتنسيق مواقف حركات التمرد في دارفور، معربا عن أمله في سرعة اتفاق حركات التمرد على موقف موحد يتم التفاوض بشأنه مع الحكومة السودانية وعدم اضاعة المزيد من الوقت أو المراوغة حيث أن الوقت المتاح لن يكون في صالح أي طرف تثبت إعاقته لعملية السلام.
من جانبه اعتبر السفير عبد المنعم مبروك، سفير السودان في القاهرة، التحرك الفرنسي الأخير تجاه دارفور «تشتيتا للجهود القائمة والتطورات الايجابية في مسار الحل السياسي للمشكلة». وقال مبروك لـ«الشرق الأوسط»: «إن فرنسا أعلنت فكرة هذا المؤتمر بدون تشاور مع السودان وبدون أجندة أو جدول أعمال واضح» وقال «إن هذا المؤتمر جاء في توقيت غير مناسب، ولذلك رفضه السودان باعتباره يعيق التسوية السياسية كما يعرقل الخطوات القادمة للتحرك بين الحكومة الحركات غير الموقعة على اتفاق أبوجا».
وأبدى السفير السوداني استغرابه من قيام أي جهة بعقد مؤتمر معني بمشكلة معينة لدولة أخرى بدون مشاركة الدولة المعنية، مشيراً إلى أن «فرنسا لم تدع السودان للمشاركة».
وقال «أنا أتصور أنه كان بالضرورة أن تأخذ فرنسا التطورات الايجابية من خلال المبادرات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في الاعتبار خاصة فيما يتعلق بالحزمة الثالثة حتى لا يصبح الجهد الفرنسي جهدا منعزلا أو تكون له تأثيرات سلبية».
وطالب مبروك فرنسا بـ«أن توجه جهودها في إطار التحرك القادم والايجابي الذي أفرزته اجتماعات طرابلس والاجتماعات الأخيرة في أديس أبابا».