صالون بن رشد: أي استراتيجية للحركة الوطنية الفلسطينية بعد «النكبة الجديدة»؟

In برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان, صالون بن رشد by CIHRS

نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الثلاثاء 11 فبراير 2025، لقاءه الشهري ضمن فعاليات صالون ابن رشد، والذي جاء هذا الشهر تحت عنوان «أي استراتيجية للحركة الوطنية الفلسطينية بعد النكبة الجديدة؟» استضاف الصالون الدكتور ساري حنفي أستاذ علم الاجتماع، والكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور ماجد كيالي، والدكتورة دلال البزري المختصة في العلوم الاجتماعية. وأدار النقاش الحقوقي التونسي مسعود الرمضاني.

بدأ الدكتور ساري حنفي كلمته بأنه لا يعتقد أن للحركة الوطنية الفلسطينية استراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد حرب الإبادة. فبينما مطلوب من حماس ألا يكون لها أي دور في الحوكمة في غزة؛ يُنتظر أن تتنحى عن أي دور في الحكم الآن. وفي المقابل يدمر التفكير في السلطة ومطامع الانفراد بها بين الفصائل الفلسطينية أي فرصة لتوحيد الأصوات لمواجهة تبعات الإبادة الجماعية. هذه المعطيات الخطيرة تفرض واقع مقلق يحتاج لوقفة من جميع الأطراف الفلسطينية. أما الدكتورة دلال البزري، فاعتبرت أن الاستراتيجية الأهم الآن هي إنقاذ غزة من مشروع ترامب. مفترضًة أن يكون هذا الأمر هو محور أولويات حماس وفتح وكل الفصائل الآن. إذ أن القدرة على إنقاذ أهل غزة من مخطط التهجير هو الذي سيحدد ملامح المرحلة المقبلة.

ومن هذا المنطلق، اعتبرت البزري أنه لا خيار أمام الحركة الفلسطينية إلا المضي في مسارين أساسين لمواجهة مخطط ترامب. الأول يكمن في إنقاذ أهل غزة من الجوع والعطش والتشرد، بمعنى تأمين وصول الاحتياجات الأساسية لأهل غزة كضامن أساسي لمواجهة خطة تهجيرهم. والمسار الثاني هو الوحدة بين الفصائل وإعلاء المصلحة الوطنية على أي خلافات أو مصالح ضيقة ومؤقتة لكل فصيل، ووضع مصلحة شعب فلسطين فوق كل الخلافات. وإذ أكد حنفي على أن التطلع للوصول للسلطة مطلب شرعي لأي فصيل، لكن لا يجوز بأي حال أن يتصرف أي طرف باعتباره حزب قائد ينفرد بالسلطة، أو يصر على البقاء في السلطة رغم رفض الشعب له، إذ أن عدم قبول قواعد الديمقراطية هو سبب أساسي للانقسام.

أما الكاتب السياسي ماجد كيالي، فقد ركز بشكل أٍساسي على تقييم واقع الحركة الفلسطينية اليوم، لقياس مدى قدرتها على طرح أي استراتيجية بديلة في المستقبل. وقد خلص كيالي إلى أن الحركة التي انطلقت قبل 60 عام، بكل ما لها من خطابات وأطروحات سياسية، هي الآن في نهاية عمرها، إذ نحن إزاء أفول هذه الحركة. مشيرًا إلى أن الحركة الفلسطينية ومنذ السبعينيات لم تقدم جديد، فقد حققت كل ما يمكن أن تحققه وفق معطيات فترة تأسيسها، ومن وقتها لم تحقق أي مكاسب. فمنذ نصف قرن لم تقدم الحركة أي إنجاز وطني للشعب الفلسطيني.

أما عن موقف الدول العربية من خطة تهجير ترامب، ومن أي استراتيجية إنقاذ في الفترة المقبلة، فقد أجمع المشاركون على أن قوة موقف الدول العربية مبنية على شرعية الأنظمة العربية أمام شعوبها. فكلما زادت هشاشة هذه الدول نتيجة للاستبداد والقمع والاعتماد على الدول الأجنبية لتعزيز نفوذها وسطوتها على شعوبها، ستظل غير قادرة على الوقوف أمام أمريكا والدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل مثل ألمانيا وبريطانيا.

ويضيف ساري: «إسرائيل استطاعت أن تنفذ إبادة جماعية للفلسطينيين ولم تستطع أي دولة عربية إنقاذ أهل غزة. سياسة بايدن سمحت بالإبادة، بينما ترامب الآن يحاول أن يجني أفضل مكاسب من ذلك». ويتابع ساري: «الفرق بين ترامب وبايدن ليس بكبير كما يبدو، بايدن دعم ونفذ الإبادة، وترامب استغل ردود الفعل العربية الضعيفة فتشجع لخطوة أبعد وهي التهجير». وتضيف البزري: «إذا القمة العربية المرتقبة لم تخرج بسياسية واضحة وحل سياسي للقضية الفلسطينية، واكتفوا بإعلان الرفض يكونوا وقعوا في فخ تصريحات ترامب والرد ليها، دون طرح خطط أو تحركات فعلية على الأرض أبعد من التصريحات والتصريحات المضادة».

لقد أصبحت القضية الفلسطينية مقبرة القوانين الإنسانية والدولية، الوضع المزري للقضية الفلسطينية قبل 7 أكتوبر، سنوات طويلة ولا قرار واحد من الأمم المتحدة بشأن الاحتلال، تجاهل عالمي للجرائم الإسرائيلية المرتكبة اليومية. واليوم، قضية فلسطين تصلح أن تكون مختبر لمصداقية كل من يدعي تبني مواقف وأفكار حقوق الإنسان، مثلها مثل قضية العبودية وقضايا التمييز التي كانت سببًا في الماضي في وضع قوانين وأسس ملزمة للجميع تبرهن على عالمية حقوق الإنسان.

شاهدوا الندوة كاملة هنا:

للاستماع إلى بودكاست الندوة، هنا:

Share this Post