يعبِّر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن إدانته الشديدة لممارسات أجهزة الأمن السودانية التي تواصل انتهاك حرية الرأي والتعبير والتحرش بالمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان؛ فقد اعتقلت السلطات السودانية ثلاثة من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان وهم أمير سليمان مدير مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة، عبد المنعم الجاك الناشط الحقوقي، وعثمان حميدة المدير السابق المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب في لندن، وذلك في العاصمة الخرطوم، بأمر صادر من جهاز الأمن الوطني، دون توجيه أي تهم للمعتقلين الذين استجوبتهم أجهزة الأمن بشأن علاقتهم بالمحكمة الجنائية الدولية.
يذكر أنه تم الإفراج عن أمير محمد سليمان في تمام الساعة التاسعة من مساء 24 نوفمبر 2008، بينما أفرج عن عبد المنعم الجاك في الساعة 2:30 من مساء يوم 25 نوفمبر 2008، قبل أن تعاود أجهزة الأمن اعتقالهما في يومي 26، 27 نوفمبر. وأكدّت بعض تقارير المحامين أن الجاك قد تعرَّض للتعذيب البدني والنفسي الشديدين. ولم ترد حتى الآن أية أنباء عن مصير عثمان حميدة الذي يعاني من ارتفاع في ضغط الدم والربو.
ويستنكر مركز القاهرة استمرار الاعتقالات التعسفية بالسودان، والتي تعد تقويضًا لحرية الرأي والتعبير، وتهديدًا لكل من يعبر عن رأيه في إطار النشاط السلمي والعلني. وهو ما يعد امتدادا لسياسات القمع التي تنتهجها الحكومة السودانية بحق الناشطين الحقوقيين وعُمَّال الإغاثة الإنسانية بدارفور وجميع أنحاء السودان، ليس فقط باتهامهم بتقديمهم معلومات للهيئات الدولية المختلفة، وإنما أيضًا ترويعهم بهدف منعهم من استكمال أعمال المساعدات الإنسانية والحقوقية بالسودان.
وإذ يبدي المركز تخوفه من هذه الانتهاكات الصارخة، التي تأتي متزامنة مع الاتهامات المتكررة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، التي وجهها إلى مجموعة من المسئولين السودانيين، وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمة المسئولية المباشرة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالسودان؛ وإذ يسجِّل المركز أن انتهاكات السلطات السودانية التي استهدفت المدافعين عن حقوق الإنسان وملاحقتهم واعتقالهم، إنما جاءت تحت دعاوى التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية؛ فإن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان يطالب السلطات السودانية بسرعة الإفراج عن المعتقلين الثلاثة ومراعاة الحالة الصحية للسيد عثمان حميدة، والكف عن الملاحقات غير القانونية التي تتم ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان. كما يطالب المركز المجتمع الدولي بسرعة التحرك، دون الانخداع بالمزاعم الرسمية السودانية ومزاعم جامعة الدول العربية، التي تروج إلى أن الحكومة السودانية تتخذ خطوات جادة بهدف تحسين الوضع بالسودان، وهي المزاعم التي تؤكد التقارير الدولية، التي لم ترصد أي تحسن خلال الفترة الماضية، أنها محض أكاذيب.
Share this Post