يدعو مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الأمم المتحدة إلى أن تتولى، بشكل عاجل، قيادة مبادرة شاملة للسلام والأمن، تهدف إلى منع المزيد من التصعيد بين إسرائيل وإيران، ومعالجة الأسباب البنيوية لعدم الاستقرار في المنطقة. وهذا يتطلب:
- إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة، والأراضي اللبنانية، والأراضي السورية، واتخاذ تدابير لمعالجة الاعتداءات العسكرية المتكررة التي ترتكبها إسرائيل.
- إنهاء أنشطة الهيمنة العسكرية الإيرانية من خلال وكلاءها من الجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
- انسحاب إيران من جزر دولة الإمارات الثلاثة التي تحتلها.
- منح أولوية لنزع السلاح النووي وضمان امتثال إسرائيل وإيران وجميع دول المنطقة، بشكل كامل وشفاف، لـمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
هذه المبادرة ينبغي أن تستند لنظام دولي يرتكز على قواعد ثابتة وقوامه احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. كما يجب ألا تعرقل الدول التي تحظى بحق النقض (الفيتو)، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد. لا سيما بعدما أعاقت هذه الدول مرارًا جهود المساءلة، وحالت دون اتخاذ إجراءات فعالة في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والأمن الدولي في المنطقة والعالم.
لقد أسفر التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران عن مقتل مئات المدنيين وإصابة أعداد غفيرة، وتدمير بنى تحتية حيوية. وفي كل يوم، يزداد خطر شن ضربات جديدة وامتداد النزاع عبر الحدود.
وفي هذا السياق، يحذّر مركز القاهرة من أن الاستمرار في استخدام القوة من الطرفين، بما في ذلك الضربة الإسرائيلية لإيران في 12و13 يونيو/حزيران 2025 التي عطّلت المباحثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، لا يمكن تبريره كدفاع مشروع عن النفس. هذه الأفعال تنتهك القانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب.
لقد فرض الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري قمعًا منهجيًا بحق الشعب الفلسطيني لعقود. وتُعد جريمة الإبادة الجماعية الجارية الآن في غزة، بما في ذلك القتل والتجويع الجماعي وحرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. وفي الضفة الغربية، تتواصل التوسعات الاستيطانية غير القانونية وأعمال عنف المستوطنين بلا محاسبة. وعلى الجانب الأخر، أدّى سعي إيران للهيمنة الإقليمية إلى تقويض فرص السلام والديمقراطية بالمنطقة العربية. ففي سوريا، مكّن دعمها لنظام الأسد من ارتكاب فظائع واسعة النطاق وتهجير قسري لملايين السوريين والفلسطينيين.
مركز القاهرة يرفض كافة التدخلات الخارجية الساعية لتغيير نظم الحكم بالقوة العسكرية، ويجدد دعمه الثابت لتطلعات شعوب المنطقة للديمقراطية، بما في ذلك في إيران والدول العربية.
أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تحتمل فشلًا جديدًا. وعلى الأمم المتحدة أن تقود هذه العملية بسرعة ووضوح واستقلالية، لتجنب اندلاع نزاع أوسع، وضمان احترام الجميع لحقوق الإنسان.
Share this Post